ما حكم الأحجار الكريمة في الإسلام؟
لماذا خلق الله الأحجار الكريمة؟
يقولُ الله تبارك وتعالى:
أنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ (17)﴾ [سورة الرعد].
قال أهل العلم في تفسير هذه للآية: هذَا مَثَلٌ ضربَهُ اللهُ للحقِّ وأهلِهِ والباطِلِ وحِزبِهِ فمَثَّلَ الحقَّ وأهلَهُ بالماءِ الذي يَنْزِلُ مِنَ السَّماء فتسيلُ به أودِيةُ الناسِ فيحيَونَ به وينفَعُهم بأنواعِ المنافِع وبالفلِزِّ الذي ينتفعونَ به فِي صَوغِ الحُليِّ منه واتخاذِ الأوانِي والآلاتِ المختلِفات وذلكَ ماكِثٌ في الأرضِ باقٍ بقاءً ظاهرًا يثبُتُ الماءُ في منافعِهِ، وكذلك الجواهرُ تبقى أزمِنَةً متطاولة.
الفِلِزُّ: نحاس أبيض، تُجعلُ منه القدور المُفرغة، أو خَبَثُ الحديد، أو الحِجارة، أو جواهرُ الأرضِ، كُلُّها، أو ما ينفيهِ الكيرُ من كُلّ ما يُذابُ منها.
﴿فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ﴾ أي رَفَعَ ﴿زَبَدًا﴾ وهو على ما على وجهِ الماءِ مِنَ الرَّغوةِ ﴿رَّابِيًا﴾ أي مُنتَفِخًا مُرتَفِعًا على وجهِ السَّيل، ﴿وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ﴾ ينشأُ زبَدٌ مِثلُ زَبَدِ الماء
﴿وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ﴾ ثابتًا ﴿فِي النَّارِ﴾ يبتغونَ ﴿حِلْيَةٍ﴾ أي زينةً مِنَ الذَّهبِ والفِضَّة، أو مَتاعًا مِنَ الحديدِ والنُّحاسِ والرَّصَاص يتخذونَ منها الأوانيَ وما يُتمَتعُ به في الحضَرِ والسفر، وأخبرَ بأن لِهذهِ الفِلِزَّاتِ إذا أُغلِيت زبدٌ مِثلُ زَبَدِ الماء. كذلكَ يضرِبُ الله مَثَلَ الحقِّ والباطل
﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء﴾ أي مُتلاشِيًا وهو ما تَقذِفُهُ القِدْرُ عندَ الغلَيان والبحرُ عندَ الطُّغيان،
وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ﴾ مِنَ الماءِ والحُلِيِّ والأوانِي ﴿فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾ فيثبتُ الماءُ في العيونِ والآبارِ والحبوبِ والثمار، وكذلك الجواهِرُ تبقَى في الأرضِ مُدَّةً طويلة.
﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ﴾ لِيُظهِرَ الحقَّ مِنَ الباطِل،
وفي ذلك اثبات جواز اتخاذ الحُليّ من الجواهر ومن كنوز الأرض وفلِزّات الأرض بما في ذلك الذهب والفضة والجواهر
وأنَّ الخلقَ مفتقرونَ للخالق
وأنَّ الله خالق كل شىء
الله تبارك وتعالى هوَ خالقُ كلِّ شىء،
هوَ خلَق أسبابًا ومسَبَّباتٍ لها،
خلَقَ الأسبابَ وخَلق المسبَّباتِ لهذه الأسباب،
خَلَق الدّواءَ وخلَق الشّفاءَ عندَ استِعمالِه،
خلَق الطّعام وخَلَق الشِّبَع عندَ أَكلِه،
وخَلَق النّار وخلَقَ الحُرقَةَ عندَ مَسِّها،
فاللهُ تباركَ وتعالى هو خالقُ الأسبابِ والمسبَّباتِ،
ليستِ الأسبابُ تَخلُق مُسَبَّباتِها،
الجواهر الطبيعية قد تكون سببا في نفع العباد وذلك بمشيئة الله عزّ وجلّ.