الزمرد

قال بعض الشعراء:
ماء الجداول ما ينساب ملتويا … على زمرد نبت غير منتشر
كالأفعوان إذا لاقى زمردة … فانساب خوف ذهاب العين والبصر

 وفي البيت ما أطبق الحاكون عليه من سيلان عيون الأفاعي إذا وقع بصرها على الزمرد حتى دون ذلك كتب الخواص وانتشر على الألسنة

ويذكر أهل الخواص أنّ بعضه يخرج بالحفر في الجبل عن عروقه وبعض يلقط من حصاه إذا غسل عن ترابه

ويُذكرُ في كتب أخبار الصين انه كان يحمل في القديم إلى بلاد الهند الدنانير السندية فيباع الواحد بثلاثة مثاقيل من ذهبهم

 يقال أن خيره المعروف بالظلمانى وهو المشبع الخضرة
ثم الريحانى
ثم السِلْقى
وما دونها حشو لها وتوابع
 قال بعضهم الخضرة تعم الزمرد فليس منه نوع الا على الخضرة
وهو أربعة أصناف
 أولها اخضر مر ذو ماء وبهاء كورق السلق الطرى
ثم تزداد خضرته وماؤه إلى ان يبلغ لون الآس وزرع الشعير الغض فيكون هذا الصنف الثانى اخضر اقل خضرة من ذلك المر الاول وعلى ماء ورونق آسي اللون يفضله البحريون وأهل الصين على سائر الألوان يعنى ألوانه
 والثالث مشبع الخضرة قليل الماء ويسمى مغربيا لميل اهل المغرب اليه
 والرابع انقص خضرة من البحري واقتر ماء واقل شعاعا ويسمى أصمّ وهو ارخص الأصناف قيمة
 والمحتار من الزمرد الذى تغالي في ثمنه هو اصلادق الخضرة الذى لايشوبه صفرة ولا سواد ولا نمش ولا حرمليات ولا قراع ولا عروق بيض ولا هو مختلف الألوان في ابعاضه ثم كان ذا شعاع وليس يمكن ان يقطع النمش من الزمرد وحرملة أبدا
 ويقال ان من صفات الزمرد الخضرة مع الرونق وملاسة الوجه مع الشعاع إذا ركب مع البطانة والرخاوة مع الحفة فانه اخف مما حاجمه ولا يثبت لونه على النار ويتكلس منها لرخاوة جوهره

كانوا في الماضي إذا شكوا في حجر وتفرسوا أن فيه زمردا طلوه بزيت فان كان فيه شيء منه ظهر فيه عروق خضر، لأنه هناك جواهر شبيهة بالزمرد فيلتبس الامر على الجواهري أحيانا

لكلٍّ من الجواهر خاصية وقوة بحسب القدرة الإلهية (فهذه الخواص بخلق الله سبحانه) وهذا الزمرد تسيل مقلة الجان والياقوت ينفع من سموم الحيوان والكهرباء